إقليم في جنوب غرب الصين، يتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الصينية، وهو على أعلى هضبة في العالم، وفيه قمة إيفرست، ومنه ينبع عدد من الأنهار، وتتجاوز بحيراته 1500 بحيرة.
الموقع
يقع إقليم التبت في جنوب غرب الصين، على ارتفاع يقارب أربعة آلاف متر فوق سطح البحر، وتبلغ مساحته نحو مليونين ونصف المليون كيلومتر مربع، أي نحو 12.8% من المساحة الكلية للصين، ويكوّن مع القطب الجنوبي والشمالي الأقطاب الثلاثة للكرة الأرضية.
وينقسم إلى أربع وحدات إدارية، وأبرز مدنه العاصمة لاسا ومدينة شيغاتسي ومدينة تشامدو ومدينة نغاري ومدينة نينيغتشي ومدينة ناكتشو ومدينة شانان.
السكان
يبلغ عدد السكان سبعة ملايين ونصف المليون نسمة -حسب تقديرات 2014- غالبيتهم من التبت ويدينون بالبوذية، وهناك أقلية مسلمة وأخرى مسيحية، واللغة الرسمية هي الصينية. وقد دخلت البوذية الإقليم في القرن السابع الميلادي.
التاريخ
يعود تاريخ التبت إلى أكثر من 18 ألف سنة قبل الميلاد. وقد أسس زعيم قبلي يدعى “سونغزان غانبو” مملكة في وادي “تسنغبو” (بين وسط هضبة التبت وجنوبها) سنة 620 للميلاد، وبنى قصر “بودالا” وضمّنه 999 غرفة، ليتزوج الأميرة “ون تشن”، ابنة إمبراطور صيني من أسرة تانغ الملكية.
وفي القرن الثامن أصبحت التبت دولة عسكرية ذات شأن في آسيا، إلى أن اجتاحها المغول، فتقوض النظام الملكي وقام في البلاد نظام ثيوقراطي ما يزال قائما.
وفي التاريخ الحديث (1913-1914) عقد مؤتمر في سميلا في شمال الهند لتطبيع العلاقات بين بريطانيا والتبت والصين، وكان من نتائجه ترسيم الحدود بين الهند والتبت، فيما عرف بخط مكماهون (الممثل البريطاني في المؤتمر)، غير أن الصين لم توقِّع عليه فبقي موضوع جدل وخلاف بين الصين والهند.
وظلت التبت مستقلة حتى غزتها الصين الشيوعية سنة 1950. وقد استبسل التبتيون في الدفاع عن الإقليم واستعصت عاصمتهم “لاسا” على الغزو لعامين.
وبعد سقوط العصمة أصبح الإقليم منطقة حكم ذاتي في إطار جمهورية الصين الشعبية، حتى اندلعت انتفاضة شعبية عارمة سنة 1959 تطالب بالاستقلال، فهاجم الثوار الجيش الصيني وأعلنوا الاستقلال في 19 مارس/آذار 1959.
لكن الصين سحفت الانتفاضة، واختفى الزعيم الروحي للإقليم الدالاي لاما وفر إلى الهند، فعينت الصين “الباشان لاما” خليفة له.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد التبت أساسا على الزراعة، وأشهر المحاصيل الزراعية هي الشعير والقمح والحنطة السوداء والخضراوات والفواكه، وتنتشر تربية المواشي كالأغنام والأبقار والجمال والخيول، وتمثل السياحة موردا اقتصاديا هاما في الإقليم.
المعالم
يضم الإقليم أكثر من 1500 من البحيرات الصافية، وكثيرا من الغابات التي تكثر فيها الطيور والحيوانات.
ويوجد العديد من الآثار التاريخية مثل قصر “بوتالا” -في العاصمة- الذي يزخر بكثير من الجداريات والنقوش والمؤلفات البوذية، وهناك عديد من المعابد البوذية مثل معبد تشبانغ ومعبد سهلا ومعبد قاندان.
ومن أبرز معالم الإقليم قمة إيفرست، ومعبد جوكهانغ، ومتحف التبت، وقصر نوربولينكا، وحديقة لوبولينكا على شاطئ نهر لاسا، وهي مكان يحج إليه البوذيون، وبحيرة نامبتسو، ودير تاشيلهونبو.