حديث الروح للأرواح يسري | وتدركه القلوب بلا عنـاءِ
هتفت به فطار بلا جناح | وشق أنينه صدر الفضـاء
ومعدنه ترابي ولكن | جرت فى لفظه لغة السماءِ
لقد فاضت دموع العشق مني | حديثاً كان علوي النداءِ
فحلق فى ربى الأفلاك حتى | أهاج العالم الاعلى بكائـي
تحاورت النجوم وقلن صوت | بقرب العرش موصول الدعاء
وجاوبت المجرة علّ طيفاً | سرى بين الكواكب فى خفاء
وقال البدر هذا قلب شاك | يواصل شدوه عند المسـاء
ولم يعرف سوى رضوان صوتي | وما أحراه عندي بالوفاء
شكواي ام نجواي فى هذا الدجى | ونجوم ليلى حسّدي ام عوّدي
أمسيت فى الماضي أعيش كأنما | قطع الزمان طريق أمسي عن غدي
والطير صادحة على أفنانها | تبكي الربي بأنينها المتجدد
قد طال تسهيدي وطال نشيدها | مدامعي كالطّل فى الغصن الندي
فإلى متى صمتي كأني زهرة | خرساء لم ترزق براعة منشد
قيثارتي ملئت بأناث الجوى | لابد للمكبوت من فيضان
صعدت الى شفتي خواطر مهجتي | ليبين عنها منطقي ولساني
أنا ما تعديت القناعة والرضا | لكنما هى قصة الأشجان
يشكو لك اللهم قلب لم يعش | إلا لحمد علاك فى الأكوان…….
محمد أقبال.
هو إقبال ابن الشيخ نور محمد، كان أبوه يكنى بالشيخ تتهو أي الشيخ ذي الحلقة بالأنف ولد في سيالكوت ـ إحدى مدن البنجاب الغربية ولد في الثالث من ذي القعدة 1294هـ الموافق9 تشرين ثاني نوفمبر 1877م وهو المولود الثاني من الذكور.
أصل إقبال يعود إلى أسرة برهمية؛ حيث كان أسلافه ينتمون إلى جماعة من الياندبت في كشمير، واعتنق الإسلام أحد أجداده في عهد السلطان زين العابدين بادشاه (1421 ـ1473م). قبل حكم الملك المغولي الشهير (أكبر) ونزح جد إقبال إلى سيالكوت التي نشأ فيها إقبال ودرس اللغة الفارسية والعربية إلى جانب لغته الأردية، رحل إقبال إلى أوروباوحصل على درجة الدكتواره من جامعة ميونخ في ألمانيا، وعاد إلى وطنه ولم يشعر إلا أنه خلق للأدب الرفيع وكان وثيق الصلة بأحداث المجتمع الهندي حتى أصبح رئيسا لحزبالعصبة الإسلامية في الهند ثم العضو البارز في مؤتمر الله أباد التاريخي حيث نادى بضرورة انفصال المسلمين عن الهندوس ورأى تأسيس دولة إسلامية اقترح لها اسم باكستان، توفي إقبال 1938 بعد أن اشتهر بشعره وفلسفته، وقد غنت له أم كلثوم إحدى قصائده وهي “حديث الروح”.