…..أن السعاده هي حاله وجدانيه تصاحب التعبير عن الغرائز كلها ,وهي مستقله ألى حد كبير عن الظروف الخارجيه …….فجدران السجن الحجريه وقضبانه الحديديه لا تستطيع أن تحبس خيالات الحب التي تطيف بالخاطر………فقد تجد زوجة الراعي تعبيرا كاملا عن غرائزها في كوخها ومع زوجها وأطفالها ,وبذلك تحيا حياة سعيده ممتلئه ألى الدرجة القصوى……..وعلى العكس من ذلك فقد تملك السيده المترفه والثريه كل ما تستطيع الحياة أن تمنحه لكن بلا حافز أو مثل أعلى في الحياة… وعندها لا يكون هناك ثمة ما يثير الأرادة ولا تكون ثمة سعاده في حياة تلك السيده……
فالأنسان السعيد هو الذي يجد في الحياة تعبيرا متوافقا عن غرائزه كلها …….عن غريزة الطموح وأثبات الذات من خلال مهنته,وعن غريزته الجنسيه من خلال رابطة الزواج.وعن غريزة الوالديه في أسرته أو في عمل الخير,وعن غريزة حب الأستطلاع في البحث والأستقصاء,وعن غريزة حب الظهور في الكلام والكتابه,وعن غريزة المقاتله والغضب في دفاعه عن معتقده…….فأذا وجه الأنسان هذه الغرائز نحو غرض عام مشترك أو نحو غايه عظمى في الحياة فأنه سيحصل على سعاده لا حدّ لها………..وما ينبغي قوله حقا عند الحديث عن السعاده هو أن السعاده في جوهرها “عباره عن حالة مزاجيه معتدله كالخط المستقيم في أغلب الأوقات مع تذبذب بسيط نحو الأعلى ونحو الأسفل في بعض الأحيان”……………..بتصرف من كتاب فلسفة الأخلاق…عماد.
عالم النفس البريطاني ج.أ.هادفيلد…….
وهو عالم نفس بريطاني ولد مع نهايات القرن التاسع عشر وأشتهر في النصف الأول من القرن العشرين……وهو من طبقة علماء النفس الأنساني المهتمين بمسألة تحليل الأخلاق الأنسانيه وتفكيك بنيتها ووصفها في أبعادها السطحيه الظاهره وتلك المخفيه العميقه……ومن أشهر كتبه (كتاب فلسفة الأخلاق وكتاب سيكولوجية القوه)……..