بين ذات وذات

……أن الشخصيه الأنسانيه تبدو في نظر الشخص الذي يحبها ويتعلق بها مختلفه كل الأختلاف عمّا تبدو عليه بالنسبه ألى الأنسان الموضوعي غير المكترث أو بالنسبه ألى العالم الذي يبقى منفصلا تماما عنها…….وقريبا من هذا نجد أن الأله الذي ينكره الفيلسوف العقلي مختلف كل الاختلاف عن الأله الذي يؤكده ويؤمن به الأنسان المؤمن……..كما أنه لا بد من القول أن العلاقه الخاصه التي تقوم بين المؤمن من جهه والذات الألهيه من جهة أخرى لا بد من أن تقوم على عملية بذل مطلق تقدم فيها الذات نفسها لله…..والذات حينما تتجه ألى الله فأنها حقيقة تهب نفسها أليه وهي أنما تؤكد بحريتها تلك الصله الروحيه التي تريد أن تعقدها مع الواهب الأعظم…….وهنا تتخذ الصلاة طابع فعل حر أحققه بمقتضى رغبتي في الأتصال بذلك الموجود الأسمى والأعظم الذي أريد منه أن يسمعني ويفهمني ويستجيب لي…..(فالذات الأنسانيه تزداد وجودا كلما زاد وجود الله بالنسبه لها)…..كما أن الموجود البشري لا يوجد حقا ألا بقدر ما يشارك في تلك الثنائيه بين حبه للخالق وما يقابه من حب على الضفة الأخرى أي من علاقة الحب بين المؤمن وخالقه…………..ذلك أن الأيمان الديني العميق والمشحون والخاشع هو صوره من صور الحب …بل هي أعلاها وأسماها على الأطلاق…….

المفكر والفيلسوف الفرنسي جابرييل مارسيل(بتصرف).

غابريل مارسيل (ديسمبر 1889 – 8 أكتوبر 1973)، الفيلسوف الفرنسي، والكاتب المسرحي، والناقد الموسيقى، وقائد الوجودية المسيحية. ألف أكثر من اثني عشر كتاباً وثلاثين مسرحية على الأقل، ركزت أعمال مارسيل على نضال الفرد في المجتمع من الناحية الإنسانية. وعلى الرغم من أنه يعتبر في كثير من الأحيان الوجودي الفرنسي الأول، إلا أنه انفصل عن شخصيات مثل جان بول سارتر، ويفضل مصطلح “فلسفة الوجود” أو “السقراطية الجديدة” لتحديد فكره. “سر الكينونة” هو عمل معروف مكون من مجلدين من تأليف مارسيل

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *