ارب…..خلقتنا بشرا فأبينا إلا الأقتراب أكثر من عالم الحيوان وما هو أدنى من عالم الحيوان……يارب………منحتنا العقل فعطلناه……. قومت خلقنا بأحسن تقويم فشوهناه …….زرعت في صدورنا قلوبا لتحمل الحب والخير والأمل فزرعنا فيها الكره والسوء واليأس…..يارب…….جعلت النظام سنة الكون في سيره ونحن أرتمينا كجثث هامده في أحضان الفوضى…..أمرتنا بالطهر وبالنظافه في الباطن والظاهر في أنفسنا وبيوتنا وشوارعنا ونوادينا فهوينا ألى أسفل سلم الحضاره (ولا يغرنا أثاث البيوت وحجر الجدران ولمعان طلاء السيارات)…..يارب…….أمرتنا في أول آية نزلت على صدر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بأن نقرأ. …فجعلنا طلب العلم من أجل الوظيفه والجاه والتنافس بين الأقران ولم نأخذ من العلم ألا أقله …جهل في كل شيء ألا في التفاهات…….فوضى في كل مكان…..بلاد تأن شوارعها وحاراتها ومدنها وقراها من وطأة الزحام…..من أكوام القمامه………من فساد الأذواق وغلاء الأسواق وموت الضمائر وتكلس الأفكار……يارب……..أشتقنا جدا لجمال الأمكنه وهدوءها فلجأنا ألى الأحلام…أشتقنا جدا لعذوبة الألحان …أشتقنا جدا لطيف للألوان الزاهيه…..للمعاني العميقه. …وللكلام المنمق كلوحة رسام…للوجوه المبتسمه بصدق وطيبه……لبراءة العلاقات…..لسحر الغيمات….لعليل النسمات….وللأودية الوادعات…..لعزف النايات…….أشتقنا جدا للحضاره…….أشتقنا جدا للحياة…….أشتقنا جدا للحضاره. …….أشتقنا جدا للحياة……….أشتقنا جدا للحياة…………أما أنا فقد قررت منذ مده أن أستقبل الحضاره وقررت أيضا أن أؤوي لدي الحياة……ولكني أشفق على أولئك الذين في البال….فلعنة الله على ذلك الذي طرد الحضارة من بلادنا ولعنة الله على من قتل في أنفس الناس معنى الحياة………..أعترافات……….الغريب……عماد.
