.هل فعلا للأم العربية عيد…؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!…لماذا نكذب على أنفسنا…….في سوريا…في العراق…في مصر…… في ليبيا…..في اليمن…….في الصومال…….في فلسطين……حرب وقتل…دم ودموع….سجن وتعذيب وغياب قسري للأبناء والأزواج…..جوع وتشرد……الأبن معتقل والزوج مقتول والأبنة مريضه ولا علاج أو مشفى….البرد قاتل والمأوى ليس أكثر من قطعة قماش ….لا مرافق عامه أو ماء صالح للشرب …مئات الآلاف من النساء والبنات والأمهات العربيات هائمات على وجوههن في هذه الأثناء في الصحارى والقفار….. والعالم يحتفل بعيد بأسمهن غاب عنهن منذ سنين وسنين…..كيف لأم في حظائر العرب أن تفرح حتى في بلاد ليس فيها حرب والأبن أو أكثر الأبناء عاطلون عن العمل……والبنات بالأربعة والخمسة بلا زواج او أنهن مطلقات بسبب تفكك بنية المجتمع العربي عن بكرة أبيه……..والزوج دخله لا يكفي الحد الأدنى من تكاليف المعيشه الأنسانيه التي تحفظ الحد الأدنى من الكرامه……..عن أي عيد يتحدثون…….أنا أكفر بمثل هذا العيد….لأن الواقع لا يصدقه بل يعاكسه تماما….ولن أتحدث هنا عن جذور الفكره ….فليس هذا موضوعي…….أنما رأيي وطرحي متعلق بأفراحنا المزيفه وأعيادنا البروتوكوليه الغارقه في المراسيم ……..ألى متى نوهم أنفسنا بأمور لا يصدقها الواقع……ألى متى نعزل أنفسنا عن العالم ونعيش في عالم ميكروسكوبي لا يتعدى حدود الذات…….ألى متى نكرر التهاني الممله بأعيادنا المحزنه والحال من سيء ألى أسوأ……..كل الأذاعات والقنوات والصحف والنوادي الليليه والفنادق وشركات الرعايه والدعايه الأعلاميه والأعلانيه والمؤسسات التابعه لأنظمة الحكم والسياسه تشارك في كرنفال النفاق والدجل وزيادة أرباح البث والحديث عن الأم المثاليه. ….فايزه أحمد تطل علينا بكثافه في أغنيتها ست الحبايب تماما كما يبثون فيلم الرساله كل عام بمناسبة المولد النبوي مع الفارق بين المناسبتين طبعا……..شعور بالغثيان من مجتمع يملؤه الركام من رأسه حتى أخمص قدميه…….لدي بحر من الكلام…لكن في زمن السرعه وطناجر الظغط لا وقت للتفكر أو التأمل ……لا وقت لإعادة النظر في مسلمات خاطئه……لا وقت حتى للأم التي يحتفل العالم بعيدها…………أنه عالم فاجر كذاب منافق…………وأنا أكفر به كفرا صريحا عندما يحتفل يوما في السنه بعيد أنسان ثم يتركه بقية السنه نهبا لكل المصائب والمحن والبلايا……….تماما كما أكفر بأولئك المشائخ الذين يقولون أن الجنه تحت أقدام الأمهات …وفي ذات الحين يصمتون صمت القبور عن أبنائهن وآبائهن وأزواجهن المسجونون المعذبون المنتهكون خلف القضبان في سجون الحكام الظالمين والسلطات المتعسفه ويصمون آذانهم عن سماع صوت الثكالى والأرامل والمشردات…………..أيها المحتفلون بعيد الأم……رويدا……….فالأم العربيه ليست كأمهات بريطانيا وهولندا وألمانيا ولوكسمبورغ………..يكفيها أن أنظمة الحكم العربيه جعلت جهنم وليست الجنه تحت أقدامها. …….