وقف الغريب وحيدا فوق أرض المرفأ المهجور….تأمل الزوايا ولامس الحنايا وعاتب الشطآن…وقف الغريب وحيدا بلا حروف أو نصوص أو سطور ..وقف الغريب فريدا كطير حط فوق عشه بعد هجر السنين….وقف وحيدا كعادته منذ عهد الزهور…بلا رفيق أو أنيس أوحشود في المكان….وفجأة أذ بهاتف لطيف بصوت خفيف يناديه… يا غريب الدار أقبل…أقبل ولا تخف …..أطفأ المذياع وأرفع الشراع ولتسافر في أشواقك خلف البحور….أقبل ولا تنظر خلفك أبدا…أصعد بعيدا في رحلتك صوب النور..أنثر حنينك طلا على رمل الشواطيء……راقب النجم البعيد متألقا في سرور….طارد النوارس تسلق النخيل أرمي شباك الصيد لامس الصخور. ..حدق طويلا في شمس الشروق……حدق أكثر في الأصيل وقت الغروب ……أقطف من فؤاد النسيم نداه….حاول أن تمد يداك كي تداعب غيم المدى المسحور…وبالليل؟؟؟!!!…. ألقي مرساتك في عرض البحر….أنصت عميقا لنبض قلبك أمسح أدران سجنك …..راقب نجم الشمال متألقا في سرور….وفي وحدتك لا تجزع ……فكل الكائنات رفاقك وكل الكون حولك مثلك……غريبا في وحدته……لكنه ينام ويصحو قرير العين مستبشرا وفي قلبه حبور…ومرة أخرى هتف الهاتف….ولكن بصوت أعلى هذه المره ..يا غريب الدار والأفكار والأشعار …….آمن برب الدار أكمل المشوار أكفر بالصنم ….لا تطوي الشراع ولا تنزل المرساة أجعل وجهتك الفريده صوب فؤادك وعقلك وعينيك…لا تتردد…..لا تتراجع……لا تيأس أو تبتأس….أقدم واهدم في طريقك كل الأوكار وأركل كل الفجار وأنصت لنداء الفطرة في أعماقك …أنصت لنداء الفطرة في أعماقك…وأسلك يا غريب الدار في سبيل الحياة درب البخور …أسلك في سبيل الحياة درب البخور…أسلك درب البخور…درب البخور…البخور…البخور..ثم غاب الهاتف كما ظهر…شدو الغريب..عماد.