سمعت همسها……لمست جسمها…….شممت عطرها……داعبت خصلات شعرها الناعم…….أمسكت بشال ليلى التي أكلها الذئب ثم عادت للحياة……..صعدت على مركب القبطان جوليفر في رحلته ألى جزيرة الأقزام…….لم أكتفي…….راقبت شمس صباح أيام المدرسه وهي تصعد من بين سحائب الغمام……أستمعت منتشيا لفيروز وهي تغني وطني يا جبل الغيم الأزرق……ولم يفتني صوت أيلي شويري في رائعته تلك( ياناس حبو الناس الله موصي بالحب…..الحب فرح الناس ياويلو ألما بيحب……..يا مواسم الإلفي عبيوتنا تلفي…..تغني غناني الحب ت كل الناس تحب……الحب فرح الناس يا ويلو ألما بيحب… )……….جلست منصتا بعمق لصوت والدتي الحنون وهي تروي لنا قصة الغولا وأبو طنطور على ضوء شعلة المصباح البيتي -فالثلج يهطل خارجا ووشوشات ريح الشمال القطبي تخترق فتحات النوافذ وغدا عطله-…….لعبت أنا وأترابي في الأراضي الممتده حتى المساء ثم عدنا لبيوتنا وقد توردت أنوفنا ووجناتنا من البرد (وبالطبع لابد من عقاب خفيف حتى لا نتأخر أكثر )……….تابعت برنامج مع الأثير لمحمود أبو عبيد ونبيله السلاخ الساعه الثالثه عصرا وأيضا الصحه والحياة لأبراهيم السمان والعلم والحياة لعبدالكريم الكرمي والعلم والأيمان لمصطفى محمود….تابعت على الشاشه أيضا وبعد بث حلقه من التلاوه المفسره الساعه الرابعه عصرا فلونه والسندباد ومغامرات نيلز وجزيرة الكنز وكوخ الحكايات لسمر الزين وحكمت وهبي وأنا الحكواتي بمقدمته الموسيقيه اللذيذه……..لبست بدلتي المدرسية الزرقاء حملت حقيبتي الجلدية المربعه ورغيف زيت وزعتر بين ثناياها الرقيقه………رجعت ألى طفولتي………..أعدتها وأجلستها بين يدي……سألتها……….منذ زمن بعيد أفترقنا……منذ زمن بعيد غادرت روحك أرض الناس لكنها لم تغادرني……….أتعلمين لماذا…؟؟؟؟؟؟!!!!!!!……لأني أحب الله لأني أحب الناس لأني أحب الحياة………..فمن كان كذلك يا طفولتي الجميله فسيبقى طفلا حتى لو عاش ألف عام وعام……….يا طفولتي سلام عليك…..سلام على كل من كانوا حاضرين معي فيك…..سلام على كل تفاصيلك وزواياك وأوقاتك الدافئة الحميمه…………..ووعد مني لك………….سأبقى أحب الله والناس والحياة……….سأبقى طفلا……….طفلا……….طفلا………………….شدو الغريب………عماد