من حولها كانت الدنيا تضج بالأسى………..من حولها كان الناس يهيمون في كل واد كأنهم قطيع……
عند الصبح تصحو على أخبار بلدتها الحزينه………تطأطأ رأسها كسيفة البال أذ الأمر فظيع……
وعند المساء يهدأ بالها بعض الشيء……لكن عند عودتها من جديد تطالع الأخبار تراقب الأعصار تغرورق العينين بالدموع……..على وجه ماء قريتها تطفو أشلاء مبعثرة لناس وأشياء وأفكار قد أطاش بمرساتها جهل تناهى وخلق وضيع…….فالامر صعب ودخان الجو أسود والحال قد حطم أشرعة الظلوع…………في بلدتها تلك الفتاة الكل بارعون لكنهم في حقيقة امرهم فاشلون وفي بلدتها الكل صادقون لكنهم في الكذب الرهيب يغرقون وفي بلدتها الكل يتيه بنفسه عجبا كسلطان متوج لكنهم تحت سطوة الخضوع جاثمون…….ليس في قريتها هواء نقي ولا جدول منساب رخي ولا حقل من الازهار ندي ولا حتى في صلاة القوم خشوع……….
….تلفتت تلك الفتاة من حولها وفي القلب غصة تساءلت….أهكذا هي الحياة……أهكذا هي الأحلام…….أهكذا هو الربيع………؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!……….لكنها فجأة توقفت ….تنبهت…..وفي الأحوال تأملت ثم تساءلت مرة أخرى……ماذا لو كانت كل الدنيا بخير لكن قلبي قد تزاحمت فيه الهموم وأذوى فيه عشب الربوع……ماذا سيصنع حزني لبؤس هذا العالم وهل سينهيه…..ماذا سيصنع لمن تاه في بحر الحياة ينتظر الرجوع……ماذا سيهديني وجعي أن كان حزن السحابه يسلبها كل ما لديها من الأشواق والمطر…. فتذوي رويدا رويدا ثم تغيب أبدا في قطار الزمان المنيع……..ثم قالت لنفسها…..مادام حزني لن يخفف شيئا من بؤس هذا العالم ولن يهدي تائها تاه عن درب الوصول ولن يعيد ترتيب اوراق الخريف التي تناثرت ألى ابعد مدى كانها غيم كانون السريع………..فلماذا لاأترك لضحكتي أن تدوي في أرجاء هذه الدنيا كلها لعلها…….لعلها أن تخفف من وطأة الأسى أو ترد التائها او تلملم بعض الورق الاخضر من فوق الاغصان البنيه وأروقة الجذوع…………وفعلا فقد روى أحدهم أنه عندما كان يحتطب في الغابة البعيده تناهى ألى سمعه ما يشبه الألحان والأنغام السعيده……وأن الصوت كان عذبا رخيا تردد صداه في الارجاء وأنصتت له البلابل وتمايل على أهدابه زهر الربيع…………..قد كان صوتها فلانه……كان كانت تلك الفتاة التي ضحكت من قلبها فتورد وجه المدى وتناثرت قطرات الندى وتألقت في الجو انسام الطيوب………تلك الفتاة التي ضحكت يا سادتي من نور ثغرها عندما ضحكت توقدت في عتمة الليل آلاف الشموع…….توقدت في عتمة الليل آلاف الشموع……توقدت آلاف الشموع………آلاف الشموع……………….شدو الغريب…………..عماد….