.يسميها علماء النفس متعة اللحظه……..ومن ينتبه لها يعيشها بكل جزء وبكامل أمتلاءها دون أن يعكر صفوها بما مضى من الوقت أو بما سيأتي……أنت هنا تركز وبقوه في ذات اللحظه الجميله والذكرى الجميله والصوره الجميله والمشهد الجميل واللحن الجميل فتتكثف مشاعرك الساره حتى تصل في بعض الأحيان ألى ذروة السعاده والشعور بالراحه والأمن والسلام……..فقد تنتابك تلك أللحظه وأنت تجوب الطبيعه وحيدا متأملا لعظيم ملكوت الله في خشوع وحضور كامل وقطيع السحاب يمر وئيدا من فوقك تحمله الريح البعيده في طبقات الجو العاليه…..وقد تنتابك وأنت ساجد بين يدي الله في جوف الليل تذرف دموع الأنس والشوق بعيدا عن أعين الخلق وحتى عن عين نفسك……وقد تنتابك بعد أنجاز عظيم ومستحق جاء بعد عناء وكفاح وتعب في أمر تحبه وتهواه وأحبابك حولك يحتفلون بك وبأنجازك……..وقد تنتابك وأنت تجالس أنسانا لا تمل من حديثه ولا من الجلوس معه فتشعر بالأنطلاق وبالأنشراح في حضوره وفي الأسترسال بمعيته. ……وقد تنتابك وأنت تقوم بسقاية أشتال الورد التي زرعت وأنت ترتب تربة الأرض حولها فيفوح أريج رائحة التراب الأحمر الرطب المنعش الندي فيملىء أنفاسك بعبق النسيم بعد شهور الحر والجفاف ……وقد تنتابك وأنت تقرأ كتابا بديعا في باب من أبواب المعرفة والعلم الذي تفضله في ليلة ممطره من ليالي الشتاء الطويله وبالقرب منك كوبا ساخنا من الشاي ووقع صوت حبات المطر الهاطله سحا غدقا يقرع مسامعك ووشوشات الريح تتخلل فتحات نافذة غرفتك………….وقد تنتابك وأنت تستمع للحن جميل وهادئ في ليلة من ليالي كانون الثلجيه وأنت تتأبط نافذة باب البيت الخارجي متأملا ندف الثلج ووشاح الضباب وأضواء الشوارع الصفراء الوحيده…………وقد تنتابك وتنتابك وتنتابك مرة ومره…………..فلكل واحد منا لحظاته الجميله التي تختص به وبعالمه وبآماله وبأشواقه فلا يهدرها أو يستخف بها أو يعكرها بأي فكرة محبطه أو موقف سيء أو ذكرى حزينه أو قلق من المستقبل أو عليه……..عش الآن والآن فقط……..فأن عشته كما ينبغي راكمت في رصيدك النفسي كنزا من المشاعر التي لا تقدر بثمن….. ومرة بعد مره تزرع في قرارة قلبك وعقلك وروحك أن في الحياة ما يستحق أن تعيش من أجله وأن الحياة ذاتها هي أما أحسان وأما أساءه. …فأن عشت لحظات حياتك بما تستحق دون ظلم أو ظلام وأدركت نعم الله عليك فأحسنت وفادتها وشكرها كنت أقرب ألى جنة أرضيه هي شرط لابد منه لدخول جنة السماء……………بأختصار…..التراجيديا(التفكير بمأساويه وحزن وأنقباض) في كل المواقف عباره عن نقطة نفط سوداء لزجه وضعت في إناء ماء نظيف فأفسدته……فلا تفسد ماء الأناء لديك بنفط الذكريات الأليمه ولا بسخيف الأمنيات السقيمه …………مع أطيب التحيات وأجمل الأمنيات في كل اللحظات……..الغريب .