تلك التي لم تكتب ولم تقرأ. ……..لكنها مطبوعة على صفحة المدى تروي لنا قصص الحب وتبعث فينا لهفة القلب وتبث في أرواحنا ألق الجمال وتعيد لنا من جديد رسم معالم الدرب……بقدر ما تستنزفنا الحياة بقدر ما تعيدنا قصيدة المغيب أليها مشفوعة بالرضا والسكينه موعودة بالقرب……..قصيدة المغيب لم تكتبها يد ولم يقرأها لسان………لكنها كل يوم تتشكل من جديد كما يشاء لها الرب………….فألى الذين يكتبون القصائد…… على رسلكم…………..فحروف قصيدة المغيب كتبت من نور وعلقت على أستارها ضفائر الضياء ونسجت على أطرافها خيوط البهاء ……..أما حروف قصائدكم …………فقد كتبت من ماء بأصابع من ماء على ورق عالجتموه بالماء وسرعان ما يذوب حبرها بعد أن يمسها الماء وبعد أن يطلب منكم أن تبثوا فيها الروح وأن تحمل سيفا ورمحا وبندقية تناصروا به أهل البلاء وتنبتوا من بذورها نخلا طويلا تعانق أوراقه سحب السماء………وغالبا ما تفشلون……..فيا هؤلاء ……..قصيدة المغيب أصدق أنباء من الكتب فلا تتلعثموا………….فمن خلق الحرف قبل الخلق وأوجد الكون بكلمه وأعجز الخلق عن الأتيان بمثل آي كتابه هو رب الدار وعالم الأسرار وكلكم آتيه يوم القيامة فردا…………..فيا كل البشر……تأملوا قصيدة المغيب ففيها يكمن سر الحياة وفيها تغرد الأطيار عند الأياب ويكتسي السحاب بألوان الخريف وتتمطى الظلال ناعسة وتنتشر بين أبياتها أعذب الطيوب. ……….الغريب…….