تشرين

تشرين……….مابالك…؟؟؟!!!!…….قد أشتقنا جدا والله لغيمك الرمادي وهبات رياحك البارده ووقع حبات المطرالعنيف على سطح الدار……….لم نعهدك هكذا منذ زمان بعيد …….بلا مطر بلا ريح بلا تطاير لأوراق الشجر……….أذكر فيك تجمد أصابع يدي واحمرار أرنبة أنفي وأرتعاش اطرافي وأنا عائد ألى البيت مع رفاقي سيرا على الأقدام من المدرسه يوم كان الناس كلهم يسيرون على أقدامهم لا على الرؤوس…….كانت أمي تسخن قطعة قماش قديمه بجانب (مدفاة البواري الأسطوريه) وتلف بها يدي فأبكي من شدة الالم ومن وخز الصقيع الكامن في اصابعي الصغيره……..لكن صحن العدس الساخن الذي كانت تعده أمي يعوض كل الألم وكل مافات من الدنيا بأكملها……في تلك الأيام يا شهر تشرين كان العالم صغير جدا جدا ……لكن احلامنا كانت كبيرة جدا جدا…….وأفراحنا كذلك………وفناء بيتنا الخارجي كذلك……..وحدود قريتنا الصغيره هي حدود العالم بأكمله وهي في نظرنا كبيرة جدا جدا كذلك…….كنت حنونا أكثر……صاخبا أكثر…..مليئا بالاحداث أكثر………كنت يا تشرين تعلن عن الربيع مبكرا بأمطارك الغزيره وثلوجك التي تزورنا في اواخر أيامك………وفي ذات الوقت كان الناس يهنؤون بعضهم ببشائر الموسم بعد أن بذروا الأرض بالحب باكرا وتوكلوا على الله………آه يا شهر تشرين…………قد أصبحت عنا غريبا ننتظر قدوم راياته الخضراء……..ونحن أصبحنا غرباء أكثر……………فلم نعد نترقب امطارك ولم نعد نبذر القمح……. فنحن تركنا الأرض للحشائش والاسمنت……..وتركنا مصائرنا بيد الأقدار وبيد أبناء الحرام……………ولكن………….لي رجاء حار ألى الله ربي وربك ان يردك ألينا من غيبتك وأن يأذن لك بزيارة كل تلك الأماكن ألتي أشتاقت جدا لحضورك الطاغي ورياحك المبشرات …….بسهولها وهضابها وجبالها وأوديتها………وأرجوك اكثر ان تزور قلوب الناس التي جفت ومحاجر العيون التي ذبلت والأرواح التي تاهت في الزحام………..وثق بأني سأكون أول المستقبلين لوفدك الكريم يا شهر تشرين………..احبك لأني احب الشتاء أحب الغناء أحب المطر………….تشرين……………….الغريب………..عماد……………..بالمناسبه…….لقد بدأت تمطر خارج الكوخ والريح أشتد………هههههه……ألم أقل لك يا تشرين اني ساكون اول المستقبلين………..مرحى مرحى…………😁😁😁😁😃😃

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *