الركام من حولنا…..الركام في دارنا………الركام عن يميننا وعن شمالنا…..الركام في رؤوسنا وفي القلوب أيضا…….الركام يخنقنا……أن دخلنا بيوتنا فهاربين من الركام……أن خرجنا منها فنحن قد حاصرنا في الداخل الركام……أن تحدثنا تكاثر الركام……أن صمتنا ففي الذهن أطنان من الأوهام…..أن جلسنا نحتسي القهوه فرغبة منا لكي نعدل مزاجنا المصاب بالزكام…….أن سمعنا الموسيقا ففيها شيء من غابر الأحلام ينسينا شيئا من تفاصيل قصة الركام…….أن ذهبنا في أجازة نهاية الأسبوع ألى أي مطرح أو مكان ففي كل زاوية ركام ……من السيارات من النفايات من البشر الحائرين الهائمين على أرصفة الطرقات………الركام يتبعنا أينما ذهبنا او يممنا وجوهنا شطر المغرب العربي او المشرق العربي وفي كل المدائن وبين أزقة الحارات……..الغيوم البيض تمر من فوق رؤوسنا فيسود وجهها…….النسمات العذاب تزورنا فتختنق…….قطرات المطر الطاهره عندما تلامس أرض النفاق والأختراق والأحتراق يملؤها وحل الطرقات………الجمال في أرض الأعراب أمسى سراب…….الألوان غدت شاحبه…….حتى الحشائش الخضراء تنبت سريعا وتموت سريعا في أرض الركام………لكن لا بأس……..فهي فرصة هائله يمنحها الله والتاريخ وسجل الحضاره لكل ساكن ومقيم على هذه الارض أن ينزع نفسه من وسط الركام…….يتمرد على أخلاق الركام ومشاعره وأغانيه وأعياده الوطنيه وراياته الملطخه بوحل الركام ……..فرصه لكي يبزغ كنجمة وحيده ساطعه في ليل الركام…….لكي يمتد بعيدا بعيدا نحو أرض أخرى وسماوات أخرى يسود في أرضها النظام وفي جوها الوئام وفي انحاءها زهور يافعات وسنابل قمح خضر باسقات ومواسم للشتاء يحيا بها الربيع ويتألق الصيف ويقبل الخريف كعادته باردا وممطرا وتحت سماءه تتعانق الربى وتلتحف الأوديه بأردية الغمام……….فرق هااائل بين أرض الركام وبين تلك النقطه فوق قمة النظام…………أن أردت ان تكون كذلك وتعرف حالك وتنقذ ما تبقى لك من ذاتك فأرجوك أن تقرأ أكثر…..لكي تعرف نفسك أكثر وربك أكثر والناس الذين تعيش معهم أكثروالعالم الذي تعيش فيه أكثر …… لكي تعرف الكون أكثر وتتخلص من كل ما علق في نفسك وروحك وعقلك ومسلكك وعواطفك وأنت تحت ثقل الركام ………….فرصتك فلا تضيعها ……..فأما أن تختلط مع سيل الركام وأما أن تتمرد وتمسك بالزمام………….الغريب………..عماد.