.رساله لكل من لجّ به العثار في هذه الحياة……أولئك الذين يظنون أنهم أقل من أن ينجحوا في العثور على طريق للنجاة تجعل كل ماضيهم الأسود والرمادي أثرا بعد عين……..فقط لنتأمل ونعيد حساباتنا من جديد………..
مالكوم أكس ……القديس أوغسطين
أليكم القصه وبتركيز شديد كتركيز اليورانيوم في الذره:……….
…..أنها قصة الأنسان عندما يقرر أن يسافر من كوكبه الذي أعتاد عليه وألفه ألى كوكب آخر مختلف تماما ومليء بالمفاجآت………..قصة رجلين عاشا كل في زمنه الخاص وظروفه الخاصه وعالمه الخاص لكنهما أشتركا في نقطة محورية رئيسيه وحاسمه …..أنها الولاده الثانيه التي تحدث عنها سيدنا المسيح عليه السلام…….فالولاده الاولى جاءت بنا ألى الحياة مجبرين بلا ضمان…… أما الولاده الثانيه فقد تأتيك في منتصف عمرك أو في نهايته أو في أي مرحلة من مراحل حياتك لكنها بالأختيار وهذه الولاده تعني شيئا واحدا…….التطهر الشديد من رجس الماضي وعجزه والعزم الأكيد الحازم على ولوج مدينة الله الأرضيه….وهكذا كان الأمر مع مالكوم وأوغسطين…… مالكوم أكس الزنجي الأسود الملقب بالشيطان لشدة أجرامه …….في السجن الذي ضم أعتى أنواع المجرمين كان هو شيطانهم كما أطلقوا عليه …هذا الزنجي الأسود كانت نقطة تحوله الهائله في السجن بعد أن تعرف على الأسلام وأعتنقه عن قناعة تامه وأصبح فيما بعد من أشهر المناضلين ضد ظلم الرجل الأبيض وداعيا شرسا للمطالبه بحقوق السود المدنيه في أمريكا في خمسينات وستينات القرن العشرين كما أصبح هذا الأسطوره الحيه من أشهر دعاة الأسلام في أمريكا وحول العالم كما أنه ألتقى كبار رؤساء العالم وكبار شخصياته في تلك الفتره…….لكن نهايته وهو لم يتجاوز بعد سن الأربعين كانت نهاية مؤلمه لكنها أعطت زخما شديدا لحركة الحقوق المدنيه في أمريكا بوجود الأسود الآخر وهو القس مارتن لوثر كينج …….لقد أطلقت عليه تسع رصاصات أثناء ألقاءه محاضره في أحدى الأماكن العامه من قبل أتباع الداعيه الأسلامي المزيف وزعيم حركة أمة الأسلام أليجا محمد……….ومنذ تلك اللحظه سطر مالكوم أسمه في سجل المناضلين العظماء حتى قيام الساعه……………….أما القديس أوغسطين الذي عاش في القرن الرابع عشر ميلادي فلا يكاد يختلف في مسيرة الخطيئه والتطهر عن مالكوم أكس بشيء……..فهو قد رتع في الرذيله والخطايا سنين عديده لكنه في لحظة فارقه عاد ألى الحياة من جديد ودخل مدينة الحب الألهيه كما لم يدخل أحد من قبل……وبقي أوغسطين وما زال فيلسوفا مسيحيا كاثوليكيا متصوفا أثر في الفكر المسيحي في جانبه الروحي التطهري كما لم يفعل أحد قبله ولا بعده……ويكفي لأختصار التحول الذي طرأ على حياته أنه كان يسمى (أبن الدموع) لكثرة بكاء أمه عليه طيلة عشرين عاما حتى يترك حياة الخطيئه وديانة المانويه الوثنيه ويعتنق المسيحيه……….وقد حصل ذلك فعلا وبقي أوغسطين حتى مماته عن عمر ناهز الخامسه والسبعين فيلسوف ألمعيا ومرشدا ناصحا ومتطهرا ألى حد يعز على الوصف……وقد كتب نفسه سيرته الذاتيه في كتابه الأشهر(أعترافات)……
…..وبعد………..فهل ما زلت يائسا يا صديقي أن تولد مرة أخرى وتعود ألى الحياة من جديد حتى لو بلغت التسعين من عمرك……….ما دمت تتنفس وتدرك وتملك القرار فالباب مفتوح أمامك على مصراعيه…….وتأكد أن الله ربك هو من سيستقبلك عند الباب………الغريب…..عماد
.ملحوظه:…الصوره في الأسفل لمالكوم…………………