لست فتاتي بالتأكيد فأنا مازلت معتصما في الصومعه………لست أمي وأن كانت هي أيضا لم تتغير في حبها لكن سنين العمر ما عادت ممتعه………….لست نفسي التي بين جنبي فأنا سائح دوما أروح وأغدو تحت ضوء النهار وفي الليالي المعتمه…………….لست ذكريات العمر المنقضي لست أشواق قلبي لست حكايات الشتاء لست كتبي في المدرسه………….لست رفاقي الذين توزعوا بين الفيافي والقفار فأبعدوا وحملوا فوق ظهورهم كل ركام الأمتعه…………..لست برامج الأذاعه في الصباح الباكر ولا زيّنا المدرسي الموحد ولا كل مسلسلات الباديه………………لست شتاءنا القديم ذو الأجراس ولا ربيعنا الجميل ذو الأنفاس ولا مواسم الحصاد البائده……………لست جنودنا البواسل فقد غار شعر الشنب ولست شيوخنا ذوي المروءه فقد غدت شيخة الاوباش الكاذبين سائده…………….لست هذا ولا ذاك ولا حتى حقول القمح لدينا أو عناقيد العنب في كرمنا أو مروج الزهر والدحنون في تلك الأرجاء النائيه…………..كلها تغيرت……..كلها……فقط شيء واحد لحن واحد صوت واحد لم يتغير……………..شيء واحد لم يتغير والباقي عصفت فيه ريح صرصر عاتيه……………….صوت غناء القبّره…………صوت غناء القبّره………صوت غناء القبّره……………..الغريب…..عماد.