عن الكوخ

نبذه
بدأت ملامح الفكرة الأساسية للمشروع بالتشكل قبل حوالي سبع سنوات وبالتحديد في صيف العام 2014،وذلك بعد استقراري في بلدتي الجبلية ألصغيره في جنوب الأردن ،وهي قرية (الشوبك) الجاثمة على ذرى سلسلة جبال الشراه وعلى ارتفاع يصل في أعلى نقطه إلى حوالي 1734م فوق سطح البحر………وقد ارتأيت أن يكون لي مكان خاص أو جزيرة تمنحني الخصوصية الكاملة والقدرة على قضاء وقتي بشكل أكثر حرية وانطلاق وفعالية بعيدا عن الملل والقيود الاجتماعية المصطنعة ،أضافه لوجودي بجانب منزل المرحوم والدي ووالدتي كبيرة السن، ولحسن الحظ فقد   كان هذا المكان بصورته الأولية البسيطة موجودا على شكل مخزن من الطوب مبني على عجل وهو قبل ذلك لم يكن سوى مخزن قديم من ألواح الصفيح الخفيف والصدىء ودون أية إضافات أخرى أو تحسينات يمكن من خلالها أن يصلح وكرا للطيور 
وفعلا …..فقد بدأت بتنفيذ الفكرة التي اختمرت في ذهني جيدا ولكن ببطء وثبات بالرغم من حجم المعوقات وتشعبها، وقد أنجزت المرحلة الأولى بنجاح وبشكل أجمل بكثير مما تخيلت وخططت له في البداية…….وحقيقة الأمر أن فكرة الكوخ ذاتها قد جذبت أليها وألهمتني أفكارا أخرى من عالمها وضمن المساحة المتاحة……فقمت تباعا بتصميم طاحونة الهواء الكلاسيكية تبعها فكرة الجسر الخشبي ذو المصابيح ثم الحديقة الغجرية ثم قمت بعد ذلك بتصميم وتنفيذ فكرة المنارة البرية المائلة  والتي أزلتها فيما بعد لوجود أخطاء في التصميم ومن بعدها فكرة عربة الغرب الأمريكي الكلاسيكية ……وبالطبع لم أنسى تصميم وتنفيذ فكرة الفزّاعة أو ناطور الحقل بصحبة رفيقيه (البوم جون والغراب ماكس)
…..مع التنويه ألى أن تنفيذ هذه المرحله قد تم منذ ست سنوات تقريبا ثم توقف المشروع قراب ثلاث سنوات نتيجة صعوبات ماليه ولوجستيه وعدم وجود أو توفر تمويل من أي جهه حكوميه أو خاصه

لكن….في صيف العام 2019 وفي الشهر التاسع منه بدأت بتنفيذ المرحله الأهم في المشروع ببطؤ ولكن بصبر وكفاح وتصميم على المضي قدما في تنفيذ كامل السناريو المعد مسبقا وتحقيق الحلم ليكون واقعا على الأرض……..لكن الأنجاز الحقيقي والأعظم هو الذي تمّ أبتداء من الشهر الثامن من العام 2020 وحتى تاريخه وتمثل بتنفيذ الأفكار التاليه ومن خلال أستخدام مادة الخشب والخشب فقط:

*كوخ الأشياء والتحف القديمه.

*السياج الخشبي متعدد الأستعمالات.

*حظائر حيوانات المزرعه. وهي عباره عن تسعة حظائر خشبيه هرمية الشكل.

*سرداب الحظائر المخفي.

*جدران أبواب الخشب الأستناديه لتكون المساحات فيما بينها عباره عن أماكن جلسات لزوار الموقع بتصميم متدرج من الأعلى الى الأسفل.

*طاحونة الهواء الهولنديه بنموذجها الكلاسيكي المعروف وبالحجم الكبير مع أدخال عناصر جديده في تصميم الطاحونه تحمل بصمة الغريب.

*كوخ شجرة المشمش القديمه .

*الكوخ الفندق أو الفندق الكوخ….: وهو عباره عن مكان خاص جدا ضمن المشروع يتيح الفرصه للراغبين وضمن شروط قياسيه  بأن يقضوا يوما أو يومين في الموقع وبين أحضان الكوخ الفندق ليعيشوا التجربه بكل تفاصيلها وضمن سياحة خاصه جدا تندرج تحت التصنيف vip

*مقهى جبل السراب الخشبي.: وهو عباره عن مكان مخصص لأعداد المشروبات الساخنه لزوار الموقع وبتفاصيل وأدوات كلاسيكيه جدا تحاكي القديم

*هرم الورود المخروطي

*جسر الحديقه ذو المصابيح.

– بالطبع تفاصيل التصميم والتنفيذ والشكل النهائي كثيرة ولا مجال للشرح والإسهاب في عالم مهووس بالسرعة والاستعجال.

ملحوظات مهمة حول المشروع:

أولا-المشروع بأكمله من الألف إلى الياء تم تنفيذه بأفكار ذاتيه صرفه وخالصه تحمل بصمة صاحبها وليس غير ذلك بأي صوره من الصور, وبتمويل شخصي  كامل  وبعمل يدوي فردي خالص من قبل صاحب المشروع . فليس هناك نسخ أو لصق أو تكرار أو لجوء لأي جهه أو شخص أو شركة أو مصمم وكليا.

ثانيا-المشروع الحالي أعتمد وما يزال فكرة أعادة التدوير للأشياء القديمة والمهملة وبشكل رئيسي وواضح ومقصود بعينه.

ثالثا- لدي النية والقرار لتنفيذ فكرة الطاقة البديلة المتمثلة بطاقة الرياح والطاقة الشمسية لاستخدامها داخل الموقع لتشغيل مصادر الطاقة المختلفة وبشكل لا يناقض أو يشذ عن طبيعة النمط الكلاسيكي البسيط للمشروع .

رابعا: سيتم تركيب نظام أضاءه كلاسيكي مزدوج وكذلك نظام صوت محيطي مزدوج داخل الموقع كجزء من المؤثرات السمعيّه والبصريّه ناهيك عن تنفيذ بعض الأفكر الخاصه بتأثيرات الألوان والروائح العطريّه .

خامسا:سيكون الموقع بعد الانتهاء من كامل تفاصيله  مع بداية صيف هذا العام على أبعد تقدير فضاء متاحا للمبدعين وأصحاب المواهب والشغف لعرض إبداعاتهم أمام الملأ بشكل أكثر أريحيه وخصوصية وفي الهواء الطلق وبالطبع العمل من أجل  التعاون والتواصل مع وزارة التربية لاستقدام رحلات مدرسيه خاصه( وخاصه جدا) لربط الجيل الحالي بأكثر عدد ممكن من الأفكار والأشياء والتفاصيل والعلاقات الإنسانية التي فقدت أو كادت أن تفقد معناها في خضم التقدم التكنولوجي المُتسارع ، ولتحقيق هذه الفكرة وتجسيدها على ارض الواقع فقد ألمحت منذ فتره لفكرة (متحف في الهواء الطلق) وضمن حدود المشروع ،بحيث يتم جمع أكبر عدد ممكن من الأشياء والمقتنيات القديمة والكلاسيكية والتاريخية والغريبة وعرضها بطريقه مناسبة تعيد صياغة وبناء أفكار أبناء الأجيال الحديثة عن واقع الآباء والأجداد الذي عاشوه يوما فأصبح أثرا بعد عين……….

باختصار فان المشروع يندرج ضمن فكرة السياحة البيئية الترويحية الكلاسيكية والتي تستهدف النفس والروح قبل خدمة فنادق الخمس نجوم……فأحوج ما يحتاجه عالمنا هذه الأيام هو البساطة والهدوء وراحة البال والعلاقات الإنسانية الدافئة الصادقة والمتدفقة بالحب والأمل……..وفي النهاية أرجو من كل قلبي أن يكون هذا المشروع عبارة عن عربون صداقه وتعارف ألتقي فيه بأكبر عدد ممكن من الناس ومن مختلف الثقافات والأجناس …..وبأذن الله سيشكل واحة من الهدوء والسكينة والأمل والانشراح لكل من سيشرف المكان بحضوره الأثير………مع كامل الود وخالص المحبة وبالغ التكريم للمتهمين والداعمين والزائرين وأولئك بالذات الشغوفين بكسر القوالب الجاهزة والخروج من أطار الواقع المحبط البائس المليء بالتفاصيل الرديئة وركام الأفكار والمشاعر والعلاقات……..إذ لا بد أن يكون هناك بصيص من النور والأمل في كل الأوقات وفي أول الطريق وآخره…..صديقكم……الغريب…………………………………….عماد.